Wednesday, April 23, 2008

حمامات المحروسة تتحدى الجاكوزي


"الحمامات الشعبية" أحد الأماكن التي لم تعد تشغل بال الكثيرين في وقتنا الراهن، ورغم مضي مئات الأعوام علي إنشائها، لا يزال البعض من عشاق الماضي يتمسك ببقاياها التي لا تزال تقاوم الزمن بمستحدثاته المتمثلة في "الجاكوزي والساونة والبخار"، التي لا تغفلها النوادي ومراكز التجميل العصرية، فالحمامات الشعبية التي عرفتها مصر منذ زمن العثمانيين لم تنسحب تماماً من الميدان، فلا تزال تستقبل زوارها من راغبي الاستحمام أو العلاج من بعض الأمراض، وكذلك الراغبات في التخسيس والتجميل ..



تاريخ الحمامات

أنشئت الحمامات الشعبية العامة مع بداية لعصر الإسلامي حيث أنشأ عمرو بن العاص حماما بالفسطاط وهو أول حمام عام بني في مصر، ويذكر المقريزي أن الخليفة العزيز بالله هو أول من بني الحمامات في العصر الفاطمي، إلا أن ازدهار هذه الحمامات في مصر كان في العصر العثماني، ومن أشهر الحمامات التي لا تزال باقية حتى الآن حمام الملاطيلي وحمام قلاوون وحمام السلطان إينال وحمام باب البحر، منها ما خضع للترميم ومنها لا يزال علي حالته القديمة التي أنشئ عليها.لم يكن إنشاء الحمامات فقط بغرض الاستحمام، فبالإضافة إلى كون الحمام مكاناً للطهارة فقد لعب دوراً هاماً في المجتمع المصري فكان يمثل "منتدى" يقضي فيه الأصدقاء وقتاً طيباً سواء للرجال أو النساء، كما كان يمثل عنصراً رئيسياً في تقاليد الزواج والختان ويتساوى في ذلك الفقراء والأغنياء ، وقد سجلت في كتاب وصف مصر تفاصيل هذه الاحتفالات. كذلك كان للحمام دوره البارز في الأغراض العلاجية للعديد من الأمراض، وكانت معظم الحمامات بالقاهرة مرتبطة بالمنشآت الدينية، فغالبا ما تكون قريبة لها أو ملتصقة بها وموقوفة عليها لتدر ريعا أو عائدا ثابتا عليها.



ولأهمية هذه الحمامات ودورها في المجتمع فقد خضعت لرقابة شديدة من المحتسب أبو صاحب الشرطة أو الولي شخصياً، فقد حرص المحتسبون على مداومة التفتيش والرقابة على الحمامات العامة ضماناً لنظافتها التامة وإتباع القواعد الصحية بها ومراعاة الآداب العامة والقواعد الأخلاقية ، كما كان يمنع الاساكفة وغيرهم ممن يصبغون الجلود في الحمام حتى لا يتضرر الناس برائحة الدباغة، كما كان يمنع الأبرص والمجذوم من دخول الحمام لمنع انتشار العدوى والمرض.


مغطس الحمام


روعة المعمار


تميزت نماذج الحمامات الشعبية في تخطيطها وعناصرها بالاستقرار منذ بداية نشأتها، فهناك تخطيط تقليدي صممت علي أساسه الحمامات المصرية منذ العصر الفاطمي وحتى نهاية العصر العثماني، لكن قد تختلف فيما بينها في التفاصيل والعناصر الأخرى مثل عدد الأحواض والقباب والزخارف. وبصفة عامه كانت الحمامات إما قاصرة علي الرجال أو تكون مزدوجة أحدها للنساء والآخر للرجال، وفي هذه الحالة يتكون الحمام من مدخلين أحدهما للرجال والآخر للنساء تتضمنهما الواجهة التي تحتوي علي بعض الزخارف الإسلامية التي تسمي المقرنصات، ويكون باب الحمام ضيق يليه دهليز أو ممر ضيق حتى لا يتعرض الحمام للتيارات الهوائية ومنعا للضوضاء وتوفير الهدوء للمستحمين، يفتح الممر علي (المسلخ)، وهو قاعة متسعة يسقفها سقف خشبي مسطح تتوسطه شخشيخة للإنارة، أما في القاعة فيوجد مسطبة المعلم وبجواره دولاب الأمانات ومتعلقات المستحمين.



بعدها يوجد ممر ضيق ينتهي بباب يفتح علي ما يسمي بيت أول أو الصحن الوسط ، يتوسط هذا الصحن فسقية، والفسقية تتكون من الرخام وترتفع حوالي متر واحد عن الأرضية وهي مثمنة الشكل ويجري عليها عملية تدليك جسم المستحم، ويسقف الفسقية قبو دائري به ثقوب وفتحات زجاجية للتهوية وللإدخال الضوء نهارا، وعلي جانبي الفسقية توجد مصاطب ينتظر عليهما المستحمين دورهما في عملية التدليك .وعلي الصحن تفتح عدة حجرات ُيصعد إليها بعدد درجات من السلم، أهمها بيت الحرارة وهو أهم أجزاء الحمام فهو يتضمن الحوض أو المغطس، هذا المغطس يمتلئ بالمياه الساخنة ويتصاعد منها البخار الذي يساعد علي تفتيح مسام الجلد، ويزود المغطس بالماء الساخن عن طريق ساقية ترفع الماء من بئر أسفل الحمام، ويتم تسخينها عن طريق المستوقد الذي يكون موقعه خلف الحمام، كذلك يوجد بجوار حجرة المغطس حجرات يطلق عليها خلوات تتضمن أحواض مياه للاستحمام بعد الانتهاء من التدليك والبخار وتوجد أيضا دورات مياه.



حمام الملاطيلي..سابقا

لا يزال ذلك الحمام المعروف باسم حمام الملاطيلي هو أشهر حمامات القاهرة الذي يعمل ويستقبل جمهوره حتى يومنا هذا ولم تمسه أيادي الترميم، وتعود شهرته لكونه يحمل اسم أحد أشهر أفلام المخرج المصري صلاح أبو سيف، ولعل ذلك ما دعانا إلى التوجه إلى هذا المكان والتعرف من قريب علي ما يقدمه لزواره.. عندما دخلت إلى الحمام كان في استقبالي "المعلم زينهم" مستأجر الحمام، وبدايةً سألته عن تاريخ الحمام، قال: "يعود تاريخ الإنشاء إلى عام 1780م ويقال أنه أنشي في عهد الوالي العثماني إسماعيل باشا، واشتهر باسم حمام الملاطيلي نسبة إلى سيد الملط أبرز من عمل في هذا الحمام، لكن تغير اسم الحمام حاليا إلى حمام المرجوش نسبة إلى الشارع الذي يقع فيه في حي باب الشعرية، ويعمل الحمام فترتين، خصصت الصباحية للنساء والمسائية للرجال".



أما "الريس صابر" فهو أقدم من في الحمام، حيث يعمل فيه منذ 33 عاما ،كانت بدايته مكيساتي (مدلك) أما الآن فوظيفته الإشراف الكامل علي الحمام، وهو ما جعلني أسأله عن الفرق بين الحمام قديما وحاليا، فأجاب : "هناك تطورات كثيرة حدثت لهذا الحمام، فقديما كان يوجد عدد كبير من العاملين أما اليوم فلا يوجد سوي فردين يقومان بكافة المهام، كذلك لم يعد هناك إقبالا علي الحمام من جانب الناس اللذين كانوا يقبلون علي الحمام للاستحمام والعلاج من بعض الأمراض، مثل الروماتيزم والرطوبة والأملاح وآلام العظام والفقرات، وهو ما جعل الحمام معروفا باسم ( العلاج الأبكم ) وهو اسم أطلقه الأتراك علي الحمامات الشعبية لأنها تعالج الإنسان مثل الدكتور لكن دون أن تتكلم" !! يضيف : "اليوم أصبح الحمام يجذب بعض الشباب الراغب في استكشاف شيء جديد إلى جانب بعض السائحين الأجانب والعرب، ولا يزال الحمام يستخدم الأدوات التقليدية مثل كيس الصوف الخشن الذي يستخدم في صنفرة الجسم لإخراج الدهون منه، والحجر الأحمر الذي يتم حك جلد القدمين واليدين به ليعطي النعومة المطلوبة لهذه المناطق".



يقول أحد المستحمين داخل الحمام : " هذه هي المرة الثانية التي آتي فيها إلى الحمام، لأنني أعاني من آلام في العظام في منطقة الأكتاف منذ فترة، وقد ذهبت لأكثر من طبيب متخصص لكن دون فائدة، وقد أرشدني صديق لي إلى هذا الحمام، لذا قدمت إلى هنا ولدي أمل في الشفاء عن طريق تدليك وصنفرة موضع الألم ".كذلك يقول "مأمون" - وهو طبيب سوري - " كلما جئت إلى مصر احرص علي الاستحمام في هذا الحمام، ورغم وجود شبيه لهذا الحمام في سوريا، إلا أن هذا المكان أعتبره مكانا أثريا يمتاز بالنظافة والنظام، كذلك يشجعني علي الحضور المستمر إلى هنا هو شعوري بعد عمليتي التدليك والبخار أن جسدي ابتعد عنه الإرهاق وبه نوع من الخفة والراحة والاسترخاء تستمر لعدة أسابيع".



أما حمام السيدات فتديره السيدة "أم رأفت" التي تقول : " لم تعد النساء تقبل علي الحمام مثل زمان، كذلك العرائس أعدادهن قليلة جدا، لكن هناك بعض الفتيات من البسطاء يقبلن علي الحمام لرسومه القليلة التي تكون في متناول أيديهن، حيث يتم تجميلها وعمل ما تحتاجه من زينة..، وفي الماضي كان العريس وعروسه يأتيان إلى الحمام يوم زفافهم، فكانت العروس تأتي منذ الصباح ليتم إعدادها إعدادا كاملا، ويأتي العريس كذلك للاستحمام والحلاقة، وبعدها تخرج الزفة من أمام باب الحمام وحتى منزل الزوجية وسط دقات الطبول وفرحة الأهل .



العاملون بالحمام

كان عدد العاملين بالحمام في الماضي يتراوح بين أثنى عشر وثلاثة عشر شخصا، منهم من يتعامل مع المستحمين ومنهم من يساهم في انتظام العمل بالحمام، لكن أهم الوظائف فكانت تتمثل في :



الحمامي : وهو معلم الحمام ومستأجره، ومهمته الإشراف على إدارة الحمام وحفظ أمانات المستحمين.

المكيساتي : ويطلق عليه أيضا المدلك أو اللاونجي، ودوره القيام بعملية التدليك وصنفرة الجسم للمستحم.

الناطور: وهو الحافظ أو الحارس ويشترط فيه الأمانة، حيث يستقبل المستحمين ويقدم لهم الأدوات الخاصة بالاستحمام.

المزين : ويـطلق عليه ( البلان ) ومهمته الحلاقة للمستحين وكذلك كان يقوم بعمليات الختان . أما العاملون الذين يساهمون في انتظام العمل بالحمام وغير متصلين بالمستحمين فكان يحتاجهم معلم الحمام لسير العمل، وعلي رأسهم الوقاد وهو الذي يقوم بإمداد المستوقد بالوقود ويحتفظ بالنار مشتعلة لتسخين الماء للاستحمام، وهناك القهوجي الذي كان يحتاجه الحمامي لإمداد المستحمين بالمشروبات الساخنة ويهيئ النراجيل لمن أراد منهم، بالإضافة إلى الزبال ودوره كان يقتصر على إحضار الوقود اللازم للمستوقد.



أما الوظائف الخاصة بحمامات النساء فهي لا تختلف كثيراً عن الرجال حيث نجد :


المعلمة : وهي مالكة الحمام أو مستأجرته ومسؤولة عن سير نظام العمل والمحافظة على الآداب داخل الحمام .

البلانة : وعملها هو تدليك جسد المستحمة وتجفيفه، وإزالة الشعر من بعض المواضع من الجسد إذا لزم الأمر، كما تتولى شئون الفتاة عند زواجها، فتدخل معها الحمام لتنظفها وتعدها إعداداً كاملاً ، وهي التي تحني الفتاة في ليلة الحناء .

الماشطة : تبدأ عملها حيث تنتهي البلانة، ومهمتها تصفيف الشعر وتزين الوجه والرأس بكافة الطرق والوسائل حتى تبدو المرأة أو العروس عند مغادرتها للحمام في أجمل زينة


Thursday, April 10, 2008

*** وادي الحيتان ***


اتت محمية وادي الحيتان في محافظة الفيوم متحفاً مفتوحاً فريداً من نوعه في قلب الصحراء بعد اعلانها أول محمية تراث طبيعي عالمي في مصر لتنضم الى قائمة التراث الطبيعي العالمي التي تحوي 259 موقعاً على مستوى العالم.وتضم محمية «وادي الحيتان» ما يزيد على 400 هيكل عظمي لحيتان يعود تاريخها الى أكثر من 40 مليون سنة الى جانب حفريات واحياء بحرية وثروات طبيعية وتكوينات فريدة ونادرة تتكامل مع الظواهر الطبيعية والثقافية في محمية وادي الريان


وقال وزير البيئة المصري المهندس ماجد جورج ان العالم يولي اهتماما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة بعد ان ادرك ما تعرضت له البيئة من تدهور مستمر أدى إلى اختلال التوازن البيئي من جراء عدم الاخذ في الاعتبار النتائج السلبية المتوقعة للتطور السريع في التنمية. لذلك انتهجت مصر سياسة جادة لحماية ثرواتها الطبيعية النادرة كقاعدة اساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير التوازن البيئي لصالح المواطن وتأمين حاضره ومستقبله.وأكد جورج أن حكومته بذلت جهوداً حثيثة من أجل حماية الثروات الطبيعية في مصر من خلال وضع السياسات ومكافحة التصحر والحفاظ على التنوع البيولوجي وتطوير وتنمية شبكة المحميات الطبيعية التي بلغت في مصر 27 محمية تمثل 15 في المئة من مساحتها. وذكر انه تم اعلان مواقع للتراث العالمي الثقافي في مصر تشمل الاطلال المسيحية في ابو مينا وطيبة القديمة والقاهرة الإسلامية ومنف ومقابرها وأهراماتها، وآثار النوبة من ابو سمبل وحتى فيلة. كما تم إعلان منطقة سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء موقع تراث ثقافي عالمي، لافتا الى أن اعلان منطقة وادي الحيتان كأول محمية تراث طبيعي عالمي في مصر يرجع لكونها من أجمل بقاع العالم التي تمثل اهمية جيولوجية عالمية لوجود التلال الرملية الصغيرة بها والنتوءات الصخرية من الحجر الجيري ذات الاشكال المتنوعة.




وأكد جورج ان التحديات البيئية يمكن مواجهتها من خلال حماية ثرواتنا ومواردنا الطبيعية وتحقق أهداف التنمية المستدامة من أجل تحقيق الرفاهية لأبناء مصر. ونبه الى أنه يجري حاليا الاعداد المحلي والدولي لإعلان محمية جبل العوينات في الركن الغربي لمصر، وهو القطاع الذي اكتشفه الرحالة المصري احمد باشا حسن مطلع العام 1923، محمية تراث انساني عالمي لما يضم من كهوف غنية جداً برسومات وحفريات الإنسان المصري الاول. وستكون هذه اول محمية دولية للتراث الانساني في شمال افريقيا حيث تشارك فيها مصر والسودان وليبيا.



ومن جهته قال مستشار وزير البيئة المصري محمود عبدالمنعم القيسوني لـ «الحياة» إن «وادي الحيتان» أول موقع في مصر يدرج في هذه القائمة العالمية البالغة الأهمية، وبالتالي سيحقق دعاية دولية وجذبًا سياحيًا أكبر خلال السنوات المقبلة، ويعد وادي الحيتان متحفاً مفتوحاً يقع في منطقة قارة جهنم في الطرف الشمالي الغربي لمحمية وادي الريان مسافة حوالي 44 كيلومتراً رملياً. ولبلوغ الوادي يجب الاعتماد على سيارات الدفع الرباعي، وهو يضم حوالي 400 من الهياكل العظمية لأنواع من الحيتان الاولية كلها منتشرة على سطحه وظاهرة للعين المجردة. ويتوقع العلماء اكتشاف مئات الهياكل الأخرى اسفل سطح رمال المحمية، وكان آخرها في العام 2005 اكتشاف هيكل ضخم لأحد هذه الحيتان ويلقب بالسحلية الملك حيث كان له أرجل ويبلغ طول هذا الهيكل من دون الرأس ستة عشر متراً.



وعلى رغم اكتساب هذا الوادي لقب وادي الحيتان الا انه ثري ايضاً بتنوع ضخم من حفريات اسماك القروش وأسنانها الحادة والاصداف والحيوانات البحرية والاعشاب ونبات الشورة (المانغروف) المتحجر، ويحوي كذلك عدداً كبيراً من الحيوانات المهددة بالانقراض.ولفت القيسوني الى أن الوادي يضم محمية بحيرة قارون التي يقع في ها جبل قطراني، وهي بلا منازع اكبر المقابر الجيولوجية الطبيعية في القارة الافريقية، لاحتوائها على رواسب وحفريات بحرية ونهرية وقارية يرجع تاريخها الى أربعين مليون سنة منها هياكل خرتيت الفيوم الضخم ذي القرن المتفرع لاثنين والمعروض هيكله في المتحف الجيولوجي الموقت منذ اول الثمانينات اول طريق المعادي.



وهذا المتحف لا يعتبر متحفًا بالمرة، إنما هو موقع تخزين لا يمكنه حتى استيعاب الاكتشافات الحديثة المتلاحقة والمتوقع تضاعفها مئات المرات خلال السنوات المقبلة، وهو الذي تم نقل كل كنوز مصر الجيولوجية وحفرياتها التاريخية إليه بعد هدم المتحف الجيولوجي الرائع في شارع الشيخ ريحان المتفرع من ميدان التحرير اوائل الثمانينات لتنفيذ مشروع مترو الانفاق ولم يتم حتى اليوم بناء متحف بديل لائق بمكانة مصر في هذا المجال.ويضم جبل قطراني أيضاً هياكل اسلاف الافيال العملاقة وفرس النهر والدرافيل والقروش والقرود والطيور، وفيه اضخم غابة من الاشجار المتحجرة في مصر وتقع شرق جبل قطراني وهي ذات الأحجام الضخمة والتي يبلغ بعضها ثلاثين مترا في الطول.




وتحتوي محمية شمال بحيرة قارون على اجمل التشكيلات الجيولوجية التي تثير اهتمام السياحة العالمية بشكل متضاعف عاماً بعد عام. والمحميتان تزخران بأنواع من الزواحف والبرمائيات والثدييات التي لها أهمية كبيرة في النظام البيئي للمحمية، كانت تلقب بحديقة مصر وجنة الصحراء لخصوبة أرضها ولكونها أكبر واحات مصر واكثرها انخفاضاً في الصحراء الغربية ومساحتها 6068 كيلومترًا مربعًا منها 1436 كيلومترًا مربعًا زراعات ويقطنها نحو 2.3 مليون نسمة. وأشار القيسوني الى أن الواحة ظهر فيها فن البورتريه للمرة الأولى في تاريخ العالم، وهو فن رسم الوجه بالألوان وذلك خلال فترة الوجود الاغريقي فقد تم رسم هذه الوجوه على المومياوات توضيحاً لشكل صاحبها وكانت تطابق الواقع بشكل مدهش. وفي الفيوم تم تشييد اول طريق ممهد صلب في تاريخ العالم منذ 4500 سنة وهو ما يعتبر اثراً هندسياً بمستوى برج ايفل وتمثال الحرية. كما انه تم للمرة الأولى في التاريخ بناء اول قناطر وسد للتحكم في سريان مياه النيل للبحيرة.



وتتميز الفيوم بنقاء الجو والهدوء وهي من العناصر التي تجذب السياحة العالمية كما يحب المقيمون من المواطنين والاجانب في عاصمة مصر قضاء ايام راحة بهذه الواحة حيث يمكن مزاولة هوايات مراقبة الطيور التي تتعدى مئتي نوع منها المهاجرة ومنها المقيمة وصيد السمك ورياضة الشراع (الانزلاق على الماء)، وبالطبع صيد البط فهي اشهر مكان في مصر في هذا المجال. لهذا كله تعتبر الفيوم محافظة السياحة البيئية بحق ومن الطراز الأول، فإذا تم الاهتمام بها بعقلية سياحية بيئية فستكون المقصد الأول لهذا النشاط في مصر بالكامل

Tuesday, April 1, 2008

سانت كاترين

تقع سانت كاترين فى قلب جنوب سيناء على بعد 300 كم من قناة السويس وتبلغ مساحتها 5130 كم2 وتشتهر المدينة بالسياحة الدينية وسياحة السفارى وتسلق الجبال وتعتبر مزاراً سياحياً كبيراً، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم ويدر ‏حوالي‏10‏ملايين‏ ‏جنيه‏ ‏سنوياً‏.‏تعد مدينة سانت كاترين أكثر مدن سيناء خصوصية وتميزاً، وتعتبر أكبر محمية طبيعية فى جمهورية مصر العربية من حيث المساحة، فهى أعلى الأماكن المأهولة فى سيناء، حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 مترا فوق سطح البحر، وتحيط بها مجموعة جبال هى الأعلى فى سيناء بل وفى مصر كلها وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وغيرها.هذا الارتفاع جعل لها مناخاً متميزاً أيضاً، فهو معتدل فى الصيف شديد البرودة فى الشتاء، مما يعطى لها جمالاً خاصة عندما تكسو الثلوج قمم الجبال وأصبحت الآن محمية طبيعية.


تعتبر السياحة الدينية فى مقدمة أنواع السياحة التى تتمتع بها المدينة ويمثل دير سانت كاترين مزاراً هاماً للسائح الذى يتوق للسياحة الدينية وقد بنى فى القرن السادس الميلادى ومازال من أعظم الآثار المسيحية في مصر والعالم.


يعتبر جنوب سيناء منذ العصور المسيحية الأولى أحد أهم مناطق الجذب للرهبان المسيحيين، وقد أقام هؤلاء الرهبان العديد من الأديرة والكنائس فى أودية سيناء أشهر ما بقى منها دير طور سيناء المعروف باسم دير سانت كاترين.ويقع الدير أسفل جبل سيناء، فى منطقة جبلية وعرة المسالك حابتها الطبيعة بجمال أخَّاذ مع اعتدال المناخ وجودة المياه العذبة وإلى الغرب من الدير يوجد وادى الراحة وللدير سور عظيم يحيط بعدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل أحياناً إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز معوجة.

بناء الدير:ويعود بنائه لأمر الإمبراطورة هيلانه والدة الإمبراطور قسطنطين سنة 432 ثم أكمل في عهد الإمبراطور جوستينيان سنة 545 ليكون معقلاً لرهبان سيناء وقد سمي في العصور التالية باسم "دير القديسة كاترين" أحد شهداء الإسكندرية لرؤية رآها أحد الرهبان في منامه بأنها نقلت إلى هذا الموضع فتم نقل رفاتها بناءً على ذلك وأطلق اسمها على الدير وعلى المنطقة كلها.

وبناء الدير يشبه حصون القرون الوسطى، وسوره مشيد بأحجار الجرانيت وبه أبراج فى الأركان ويبلغ ارتفاع أسواره بين 12 و15 متراً وتبلغ أطوال أضلاعه 117 * 80 *77 *76 متراً تقريباً.وأهم مبانى الدير هى: الكنيسة الكبرى وكنيسة العليقة والجامع والمكتبة، بالإضافة إلى قلايا الرهبان ومعصرة وطاحونتين ومخازن حبوب ومؤن وآبار للمياه.





الكنيسة الكبرى:وهى أقدم الآثار المسيحية وترجع إلى عهد الإمبراطور جيستيان فى القرن السادس الميلادى وقد صممت على شكل البازيليكا الرومانية الذى كان شائعاً وقت بنائها عام 527 وتقع فى الجزء الشمالى من الدير وتسمى أحيانا الكنيسة الكبرى أو الكاتدرائية وقد عرفت باسم "كنيسة التجلى" وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة وهى 12 عموداً تمثل شهور السنة وعلى كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين.
آيا صوفيا وفى صدر الكنيسة حَنية مستديرة حلى سقفها وجوانبها بالفسيفساء وهى أهم مافى الدير كله حيث أنها من أشهر الفسيفساء المسيحية فى العالم كله ولا يضارعها فى قيمتها الفنية إلا فسيفساء أيا صوفيا فى اسطنبول. والمنظر الرئيسى فيها يمثل السيد المسيح فى الوسط وعلى يمينه العذراء وعلى يساره موسى. وتحت سقف هذه القبة والفسيفساء يوجد التابوت الذى وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترين.وتتدلى الثريات الثمينة حتى تبدو الكنيسة أشبه بمتحف للفنون، أما أقدس مكان فى الكنيسة فيقع خلفها ويمكن الوصول إليه من الجانبين وهو هيكل الشجرة أى المكان الذى يعتقد أن موسى وقف فيه عندما تجلى الله له وخاطبه.الكنيسة الصغيرة: وشيدت فوق جبل المناجاة الذي كلم الله موسى عليه.كنيسة الموتى: وهى حجرة لحفظ جماجم الموتى وفيها رصت الجماجم فوق بعضها وتوجد 6 مقابر فقط بالدير خاصة بالرهبان والمطارنة.المئذنة تعانق برج الكنيسة فى دير سانت كاترين كنيسة العليقة: خلف كنيسة الدير الرئيسية وبجوار العليقة المقدسة- مقام النبى هارون.
مسجد الحاكم بأمر الله: أمام الكنيسة الرئيسية يوجد مسجد صغير بنى فى أيام الفاطميين تنفيذاً لرغبة الوزير أبو النصر أنوشطاقين فى عام 500 هجرية 1106م ويقع على بعد 10 أمتار من الكنيسة الكبرى وهو مبنى باللبن والحجر الجرانيتى وهناك مخطوط فى الدير ينص على أن الجامع بنى فى عهد الحاكم بأمر الله.المسجد القديم: بجوار الكنيسة الكبرى منذ عهد الفاطميين.المكتبة: يرجع الكثير من شهرة دير سانت كاترين إلى مكتبته الغنية بالمخطوطات وتقع فى الطبقة الثالثة من بناء قديم جنوب الكنيسة الكبرى وتضم المكتبة إلى جانب المخطوطات النادرة عدداً من الوثائق والفرمانات التى أعطاها الخلفاء والحكام للدير أشهرها ما يقال بأنه وثيقة من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يعطى فيها الأمان للدير والرهبان والوثيقة على نحو ما يعتقد كتبها عمر بن الخطاب.
نظراً لما تحتويه المدينة من مناظر طبيعية خلابة وجبال شامخة وما يتخللها من أودية تجعل السير فيها متعة للنفس وقد أعلنت المنطقة محمية طبيعية منذ عام 1988.* جبال سانت كاترين:جبل البنات: وهو جبل عظيم تجاه سريال ويفصل بينهما وادى فيران وقد كثرت الروايات فى هذه التسمية ولكن أشهرها رواية تقول أن بعض بنات البادية فررن من أهلهن للتخلص من الزواج بمن لم يحببن و لجأن إلى هذا الجبل فطاردوهن إليه فإذا بهن يعقدهن ضفائرهن بعضها لبعض ورمين أنفسهن إلى الوادى وذهبن شهيدات للحرية.
جبل موسى: يعتبر من أكثر الجبال الموجودة فى جنوب سيناء شهرة ويحب كل زائر الذهاب إلى دير سانت كاترين وأن يعتلى قمة هذا الجبل الذى يعلو نحو 7363 قدماً فوق سطح البحر وقد أطلق عليه هذا الأسم نسبة إلى سيدنا موسى عليه السلام لأنه كان يعتلى هذا الجبل لكى يناجى ربه لمدة أربعين يوماً ليتسلم الرسالة التى سلمها لبنى قومه الذين كانوا ينتظرون فى وادى الراحة وقد شيدت على قمته كنيسة صغيرة وإلى جوارها جامع صغير فكان ذلك أبلغ تعبير عن الوحدة الوطنية التى تربط بين قطبى الأمة.جبل كاترين: ويعتبر هذا الجبل من أعلى جبال مصر كلها حيث يبلغ ارتفاعه 8563 قدماً فوق سطح البحر سمى كذلك لأنه كما ورد فى تقاليد الرهبان أن الملائكة قديماً حملت جثة القديسة كاترينا من مكان استشهادها فى الأسكندرية عام 307 م ونزلت بها إلى هذا الجبل ولم يبق منه حالياً سوى الجمجمة وعظم إحدى اليدين وهما محفوظان فى صندوق داخل الكنيسة ويمكن للمرء أن يشاهد من فوق قمته على مرمى البصر خليج العقبة وخليج السويس.*المحميات الطبيعية فى سانت كاترين:محمية سانت كاترين:تبلغ مساحة محمية سانت كاترين حوالى 4300 كم2 من جنوب سيناء وتوفر هذه المساحة فرصاً رائعة لعمل رحلات السفارى والتمتع بالطبيعة وقد أعلنت سانت كاترين وما حولها كمحمية طبيعية وتتمتع محمية سانت كاترين بمقومات طبيعية وحضارية ذات طابع خاص فهى منطقة ذات تراث عريق.ويعتبر تريض وركوب الجمال أفضل وسيلة للتمتع بالمناطق الساحرة والجبال العالية فهى الموطن الأصلى للعديد من القبائل وهى مأوى للحياة البرية المتعددة.وتقع محمية سانت كاترين في نهاية لقاء وادي الإسباعية مع وادي الأربعين علي هضبة مرتفعة تحيطها ارتفاعات شاهقة تتمثل في عدة جبال متباينة الارتفاع هي جبل سانت كاترين أعلي قمة في مصر وجبل موسي وجبل الصفصافة وجبل الصناع وجبل أحر وجبل عباس.فهي محمية تاريخية ذات تراث حضاري فريد من نوعه يتمثل في دير سانت كاترين بمحتوياته المعمارية وكنوزه الفنية والأثرية ، وبالجبال المقدسة حولها ذات الأهمية الدينية فضلاً عن بعض الآثار الدينية الأخري مثل قبر النبي صالح وقبر هارون.في نفس الوقت تعد منطقة سانت كاترين محمية طبيعية هامة حيث أنها من أهم الملاجيء الطبيعية لمعظم النباتات النادرة التي تستوطن سيناء والتي يقتصر وجودها في مصر علي تلك المنطقة مثل النباتات الطبية والنباتات السامة وغيرها ولعل أهمها السموة والحبك والزعتر والشيح والعجرم والعتوم والبثيران والطرفة والسكران ، وتكثر بها أيضاً ينابيع المياه والزراعات المثمرة ، كما توجد بعض آبار المياه ذات الأهمية التاريخية مثل بئر الزيتونة وبئر هارون.الحياة الحيوانية:تذخر منطقة سانت كاترين بالعديد من الحيوانات البرية مثل الثعالب والضباع والتياتل والغزلان والوعول والأرانب البرية والذئاب والقنفذ العربي والفأر الشوكي والجربوع والعديد من الزواحف مثل الطريشة وكذلك أنواع شتي من الطيور أهمها اللقلق والنسر والصقر والعقاب والعوسق والشنار والقطا المتوج والقمري وبومة بتلر والقنبرة والأبلق والتمير والغراب والعصفور والنعار والدرسة وغيرها وقد أعلنت هذه المنطقة محمية طبيعية منذ عام 1988
أثبت العلم و العلماء أن العلاج بالنباتات الطبية والأعشاب أخف ضرراً من الأدوية المستخلصة من المواد الكيميائية حيث اتجهت أبحاثهم ودراساتهم الآن الى استخلاص الدواء من النباتات الطبيعية و الأعشاب لعلاج الكثير من الأمراض و هذا الإتجاه أضاف إلى مدينة سانت كاترين ميزة أخرى حيث يكثر بها النباتات الطبية والأعشاب التى تستخدم فى علاج كثير من الأمراض.والجدير بالذكر أن ‏الاتحاد‏ ‏الأوروبي قد أرسل ‏بعثة‏ ‏لتفقد‏ ‏المنطقة‏ ‏والوقوف‏ ‏علي‏ ‏احتياجاتها‏ ‏من‏ ‏ترميم‏ ‏وتطوير‏ ‏وتم‏ ‏وضع‏ ‏مشروع‏ ‏بالتعاون‏ ‏مع‏ ‏المجلس‏ ‏الأعلي‏ ‏للآثار‏ ‏بتكلفة‏ ‏قدرها‏ 64 ‏مليون‏ ‏يورو‏ وسيتم أيضاً التعاون‏ ‏مع‏ ‏بعثة‏ ‏الآثار‏ ‏الإيطالية‏,‏ ‏تنفيذ ‏مشروع‏ ‏الصوت‏ ‏والضوء‏ ‏للمنطقة‏ ‏يشمل‏ ‏عرضا‏ ‏لرحلة‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏وتاريخ‏ ‏وأهمية‏ ‏المنطقة‏ ‏وذلك‏ ‏ضمن‏ ‏برنامج‏ ‏التنمية‏ ‏الإقليمية‏ ‏لجنوب‏ ‏سيناء‏ ‏الذي‏ ‏يبدأ‏ ‏هذا‏ ‏العام‏ ‏ولكن‏ ‏لم‏ ‏يتم‏ ‏إجراء‏ ‏أية‏ ‏خطوات‏ ‏فعلية‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏الاتحاد‏ ‏الأوربي‏ ‏حتي‏ ‏الآن‏.